السبت، أكتوبر 10، 2009

ماذا تعرف عن الحاخام المبتسم دائما......الحاخام حاييم ناحوم “افندي”








حاييم ناحوم ”افندي” ١٨٧٣-١٩٦٠ ولد في (ماجنسيا) بالقرب من ازمير ، بتركيا. درس الثانوية في استانبول ، التحق بالمدرسة العليا للحاخامات بباريس ،ودرس اللغات الشرقية ،وشارك في تآسيس رابطة “الاتحاد و الترقي” و التي كانت لها دورا فعالا في الانقلاب علي السلطان العثماني و القضاء علي دولة الخلافة بتركيا ،عين في منصب “حاخام باشي” (كبيرا للحاخامات قي استانبول عقب عودته من باريس في عام ١٩٠٨.

فضيلة الحاخام الأكبر استهل جلائل أعماله بعد خلع السلطان عبدالحميد بكفاحه كفاح الأبطال لإلغاء الجواز الأحمر ، وهو الجواز الذي كان السلطان رحمه الله قد أصدره بعد المؤتمر الصهيوني الأول لكي يقيد به حركة اليهود ، ويمنع أي يهودي في الدولة العثمانية من خارج فلسطين من الدخول إليها والمكوث بها أكثر من ثلاثة أشهر .وبعد الحرب العالمية الأولى لم تجد الحكومة التركية أحداً غير رجل الدين التقي النقي يتولى التفاوض عنها . فاستقال فضيلته من منصبه (حاخام اليهود الأكبر في الدولة العثمانية) ثم ذهب إلى لاهاي ليمكث بها سنة كاملة مفاوضاً وحده عن الحكومة التركية ومقرباً بينها وبين الحلفاء
ثم من لاهاي إلى لندن ليلتقي رئيس الحكومة البريطانية " لويد جورج " ، فإلى باريس ليقابل بوانكريه رئيس الجمهورية الفرنسية ومن باريس إلى سويسرا بتأشيرة أرسلها إليه في الأستانة من لندن حاييم وايزمن زعيم الحركة الصهيونية ، ليكون مبعوث أتاتورك إلى مؤتمر لوزان .


وبعد أن أتم سيادته ( لم يكن صاحب فضيلة إذ ذاك ) مهمته بنجاح وعقد صفقة إلغاء الخلافة والشريعة ودشن تركيا الكمالية العلمانية ، عاد إلى إسلام بول وقد دفعت الصحف الكمالية الجماهير في الشوارع لاستقبال " منقذ القومية التركية " وعندما تصل إلى ا
لعبارة الأخيرة ، ارجع إلى البروتوكول السابع لتقرأ فيه تفسيرها : " لكي نصل إلى غاياتنا يجب أن ننطوي على كثير من الخبث والدهاء خلال المفاوضات والاتفاقات ... كي نظهر بمظهر الأميين المتحمل للمسؤولية وبهذا ستنظر إلينا حكومات الأميين التي علمناها أن تقتصر في النظر على جانب الأمور الظاهر وحده كأننا متفضلون ومنقذون للإنسانية " .

اصقل خبرته السياسية من خلال علاقته بالدوائر السياسية و الدبلوماسية في ولايات الدولة العثمانية ،والولايات المتحدة الامريكية ،وفرنسا ،ومن خلال المشاركة في الوفود الرسمية الممثلة لتركيا في عدة مفاوضات و مؤتمرات، و منها مفاوضات الهدنة الحربية في Hague ، وفي واشنطن ١٩٢٠-١٩٢٢ ، وفي مؤتمر السلام الذي عقد في لوزان بسويسرا عام ١٩٢٢ ،وكانت الحكومة التركية قد اوكلت اليه مهمة تحقيق التفاهم مع بريطانيا و تحسين العلاقات بينهما ،وهي المهمة التي شجعتها المنظمة الصهيونية العالمية!!!!!!!

كانت اهتماماته و طموحاته السياسية بلا حدود ،وعلي حساب الجوانب الروحية والدينية. وقد ادئ ذلك الي اهماله في كثير من الاحيان لمسئوليات منصبه ،مما ادي الي عدة حملات هجوم عليه خاصة من اليهود الاشكناز الصهاينة و الذين وصفوه بانه “آفاق ،محتال، ثعبان” و عندما رفضت السلطات الحكومية اختياره ممثلا لها في واشنطن ،تقدم باستقالة من منصبه الذي اكتسب من خلاله شهرته كدبلوماسي
شرقي، اكثر منه كرجل دين، حتي اطلق عليه “افضل حاخام بين الدبلوماسيين ،وافضل دبلوماسي
بين الحاخامات”!!!!!!!!!

وكما ترى فصاحب الفضيلة حاخام اليهود الأكبر الذي لن تجد له سيرة في موسوعة ولا اسماً في وثيقة ولا إشارة في مرجع معتمد ، كاف وحده لإثبات صحة البروتوكولات . ويأتي السؤال : صاحب الفضيلة الذي ولد في أزمير وتلقى تعليمه في تركيا ثم في فرنسا ، وفاوض على تفكيك إمبراطورية ومثل حكومته في أحرج لحظاتها بعد خروجها مهزومة في حرب عالمية " هذا " الحبر الفهامة " رجل الدين الذي اشتغل بالسياسة لكي يعزل ديناً آخر عن السياسة !! ما الذي حدا به إلى أن " عطف على مصر ولبى ندائها فأغاثها وحقق رجاءها وبلغها مأربها ومنتهاها " ليعود مرة أخرى صاحب الفضيلة ويصبح حاخاماً اكبر لليهود فيها وهو لم يرها من قبل ؟!

ربما تصبح إجابة السؤال أسهل إذا علم أن زحف الأفعى اليهودية إلى فلسطين ما كان ليتم ، بعد إزاحة الخلافة وتفكيك الشام ، إلا بإخراج مصر من معادلة المنطقة وعزلها عنها ، ليس فقط على المستوى السياسي والعسكري ، ولكن أيضاً وأهم عزلها على المستوى العقلي والنفسي . وكان هذاايضا هو الهدف الحقيقي من دخول بريطانيا مصر ، وهو محور السياسات البريطانية ( والأمريكية من بعدها ) في كل مستوياتها ( قانونية ، إدارية ، وتعليمية ، وإعلامية ).



















وربما يتضح دور صاحب الفضيلة إذا علم أن الحكومات المصرية
في العشرينيات والثلاثينيات وحتى 1948 م وفلسطين تلتهب بأفعال العصابات اليهودية في حماية الجيوش البريطانية كانت تتبنى " نموذجاً مركباً " تطارد به أي مؤتمر أو اجتماع لمناصرة فلسطين وتغلق أي جريدة تعرف المصريين بما يحدث فيها ، في الوقت الذي كان اليهود يعقدون المؤتمرات ويقيمون الجمعيات لمناصرة الصهاينة ، وكل زعماء الحركة الصهيونية زاروا مصر خلال هذه الحقبة لتنظيم صفوف اليهود فيها تحت سمع الحكومات المصرية وبصرها وبعلمها .
والجرائد اليهودية في مصر كانت تبث دعاية صهيونية صريحة ، وعلى رأسها جريدة " إسرائيل " التي كان يصدرها ألبرت موصيري وتحظى بدعم فضيلة الحاخام الأكبر !!
ذلك " لأننا لا نستطيع أن نسمح ببث أي دعاية لفلسطين ضد اليهود في مصر إذ اليهود أقلية ونحن نحافظ على شعور الأقلية في بلادنا " حسبما أعلن في بيان رسمي رئيس الحكومة المصرية ، الزعيم الوطني الكبير مصطفى النحاس !! ووصل الأمر بإسماعيل صدقي باشا الذي كان على علاقة وثيقة بكبار الماليين اليهود في مصر وترتبط مصالحه الاقتصادية بهم ، وصل الأمر به إلى أن أصدر أمراً لوزارة الأوقاف بمنع ذكر اسم فلسطين في خطبة الجمعة !! .وربما تفهم لماذا جاء حضرة صاحب الفضيلة إلى مصر وما الذي كان يفعله فيها إذا علمت أن فضيلته سعى وشارك في إنشاء عشرات المحافل الماسونية في مصر .

وفي عهده وبجهوده المباركة وبالتعاون مع قطاوي باشا وزير مالية مصر الأسبق تمكن فضيلته سنة 1936 م من جمع 13 ألف جنيه من أندية المكابي اليهودية ، رصدها فضيلته لشراء أراض في فلسطين لإيواء اليهود ( الغلابة ) الذين قدموا من فجاج الأرض إلى فلسطين وليس لهم فيها مأوى ! ما جاء فضيلة الحاخام الأكبر مصر من أجله هو ما تجده في التقرير الذي نشرته جريدة السياسة الأسبوعية الصادرة في 14 يوليو 1928م لمراسلها في القدس عن زيارة فضيلته لفلسطين : " زار فضيلة حاخام مصر الأكبر مركز اللجنة الصهيونية وجمعية رأس المال القومي وغيرها من الجمعيات الصهيونية وخطب في حفل أقيم له ، فحث اليهود على بث الدعاية لتوحيد جميع الفرق اليهودية ... واقترح أن ينشأ في الجامعة العبرية فرع لتعليم الربانيين الذين يتشربون مدة وجودهم هنا حب أرض إسرائيل وهكذا فإنهم عند عودتهم إلى بلادهم يبثون الدعوى لإنشاء الوطن القومي اليهودي . وقد وعد فضيلته في نهاية خطبته أن يحبب يهود مصر بفلسطين ..!













"صورة للحاخام المبتسم مع اعضاء مجمع فؤاد الاول للغة العربية"

كثرت زيارات حاييم ناحوم لفلسطين ،ولقاءاته باللجان و الجمعيات الصهيونية التي حرصت علي تجنيده في خدمج اهدافها. وقد قوبل دوره في تشجيع النشاط الصهيوني في مصر بالحذر و الكراهية احيانا، الا انه كان قد وثق صلته بالملك فؤاد ، الذي عينه عام ١٩٢٥ حاخاما اكبر لمصر و السودان و منحه الجنسية المصرية عام ١٩٢٩ و عينه عضوا بمجلس الشيوخ عام ١٩٣١ ،وفي نوفمبر عام ١٩٣٣ ،نال عضوية مجمع فؤاد الاول للغة العربية “مجمع اللغة العربية الان”

حاول حاييم ناحوم تقريب وجهات النظر بين زعماء الطائفة اليهودية في مصر من اجل الصالح العام ،ولكنه قوبل بالرفض و الكراهية و اعتراضات من بعض الشخصيات الهامة في الطائفة ،ولكن مع انتخابات المجلس الجديد للطائفة عاد الهدواء النسبي، وفي مارس ١٩٢٥ شكل حاييم ناحوم افندي مكتب “الحاخامخانة الاسرائيلية بالقاهرة” وفي نوفمبر ١٩٢٦ ،وضعت لائحة الاسكندريةعلي غرار لائحة الطائفة بالاسكندرية عام ١٨٧٢ و لكن بخلاف لائحة الاسكندرية ، تحتم ان يكون ثلثي الاعضاء الثمانية عشرة من المواطنين اليهود المصريين و تنص هذه اللائحة علي خضوع الطائفة الطائفة لاحكام المجلس و الذي تنتخبه الجمعية العمومية لمدة ثلاثة سنوات ،وحق التصويت مكفول لاعضاء الذين يدفعون الااريخا طوال هذه الثلاث سنوات.

"صورة للحاخام المبتسم مع مسيو قطاوي و بعض اعضاء الطائفة اليهودية في مصر"

وعندما تم اقرار رئاسة الطائفة لمدة سنة واحدة ،حاول البعض التدخل لتعديل هذا القرار ،لكن لم يستجب الحاخام حاييم ناحوم لمطلبهم ،مما ادي الي سقوط جوزيف قطاوي صريعا للمرض و اصابته بالشلل النصفي حتي واقته المنيه عام ١٩٤٣.

تحددت اختصاصات مجلس الطائفة في رعاية مصالح وحقوق الطائفة وتحديد سلطة الحاخام بانها سلطة دينية فقط ،ويتلقي تعليماته من المجلس ،ويوقع علي الطلبات الدينية و المدنية و الخدمات ،والشئون المالية من اختصاص المجلس فقط. ولكن مع الوقت ومع التعديلات التي ادخلت علي اللوائح من اجل اعطاء سلطات اوسع و نفوذ اقوي للحاخام حاييم ناحوم افندي و مع وفاة جوزيف قطاوي عام ١٩٤٣ تمكن الحاخام المبتسم حاييم ناحوم افندي من الهيمنة علي الطائفة و ليصبح بمقتضي التعديلات التي ادخلت علي اللوائح “الممثل الرسمي” للطائفة اليهودية في مصر.



















"صورة للحاخام وهو يقوم بعقد قرآن لرجل و امرآة يهودية ، طبعا من عالية القوم كما هو واضح في الصورة ، يهود اشكناز"

وتروي وثائق الجنيزة اليهودية أي المقبرة لاكتشافها في مقابر يهود مصر بالبساتين الجدلية التي وردت في حوار مثير وتاريخي بين المليونير اليهودي ألبرت موصيري والحاخام الأكبر للطائفة اليهودية في مصر حاييم ناحوم أفندي الذي كان عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. عندما وجه موصيري سؤالا لناحوم قائلا «كيف يمكن للإنسان أن يكون مواطنا مخلصا لبلد مولده في حين يكون مواليا للوطن القومي اليهودي؟» ولم يرد ناحوم بشيء ربما بماعرف عنه من دهاء وسياسة تجعله في حرج لارتباطه بصداقة مع عدد كبير من الشخصيات السياسية المصرية وصلت إلى الملك فاروق والرئيس محمد نجيب. وهناك صور شهيرة لهذا الحاخام وطرائف ومساجلات أدبية تجمع الحاخام بشيوخ أدباء ذلك العصر بل ان الدولة المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عالجت الحاخام ناحوم على نفقتها الخاصة وكان يصدر مجلة باسم «الكليم» يكتب فيها مقالات عن التعددية الدينية وتسامح مصر بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة مثل أنورالسادات وحسين الشافعي وكمال الدين حسين.


























"الصورة الشهيرة لزيارة الرئيس محمد نجيب لمعبد عدلي بوسط البلد ، ويظهر في الصورة الحاخام حاييم ناحوم افندي و وجهه يكاد ينفجر من السعادة"


ثم يبقى اللغز الحقيقي ، فضيلة الحاخام الأكبر صاحب هذا التاريخ العريق ، البريء علانيته ، العبيد غور خفائه ، كان اليهود في مصر يجمعون التبرعات لدعم ثورة يوليو تحت رعاية فضيلته .
وقد فسر فضيلته ذلك ، حسبما تذكر الموسوعة اليهودية " الإسرائيلية " بكل حياد وموضوعية ( وبراءة الأطفال في عينيها! ) بأنه واجب وطني ولا تنس أنه أصلاً تركي !!؟

في عام ١٩٦٠ رحل -او بمعني اصح- هلك هذا الحاخام المبتسم حاييم ناحوم افندي بعد ان ادئ واجبه نحو الصهيونية العالمية علي اتم وجه.

"صورة جنازة وجثمان الحاخام الهالك حاييم ناحوم افندي....الحاخام المبتسم الداهية"

هناك تعليقان (2):

  1. السيد أحمد4 مايو 2012 في 4:48 م

    اكتب المصدر أخي الكريم ...

    هو كتاب الوحي و نقيضه .. بروتوكولات حكماء صهيون في القرآن - للدكتور بهاء الأمير

    مكتبة المدبولي

    ردحذف
  2. للأسف الشديد هذه صفحات سوداء نجهلها عن تاريخ أمتنا

    ردحذف

Get updates My Blog on VerveEarth